Monday 21 September 2015

إبهام الإمام البخاري لابن لهيعة في الصحيح والأدب


قال الإمام البخاري في «الأدب المفرد» (866):
حدثنا سعيد بن تليد قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني جابر بن إسماعيل، وغيره، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول: الشعر منه حسن ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح، ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعارا، منها القصيدة فيها أربعون بيتا، ودون ذلك.
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني في «تنبيه الهاجد» (1437:355/5): هذا إسناد صالح وجابر بن إسمـاعيل ذكره ابن حبان في «الثقات» وهذا الغير المقرون معه فـي الإسناد هو عندي ابن لـهيعة وروايته تقوي رواية جابر هذا، انتهى.
قال الجامع: جابر من رجال مسلم وروى أبو الشيخ هذا الأثر في «عواليه» (46:172/1)، قال: حدثنا أبو بكر بن معدان، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمي، حدثنا ابن لهيعة عن عقيل عنه به.
والإمام النسائي يفعل هذا كثيراً مع ابن لـهيعة في «سننه»، وفعله الإمام البخاري على رأي بعض الشراح في «صحيحه» كذلك، قال (4513-4515):
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي ﷺ، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال «يمنعني أن الله حرم دم أخي» فقالا: ألم يقل الله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، فقال: «قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغيـر الله»، وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، قال: أخبرني فلان، وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري، أن بكير بن عبد الله، حدثه عن نافع، أن رجلا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن ما حملك على أن تحج عاما، وتعتمر عاما وتتـرك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وقد علمت ما رغب الله فيه؟ قال: «يا ابن أخي بني الإسلام على خمس، إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت» قال يا أبا عبد الرحمن: ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، قاتلوهم حتى لا تكون فتنة، قال: «فعلنا علـى عهد رسول الله ﷺ وكان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه، وإما يعذبونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة». قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: «أما عثمان فكأن الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي فابن عم رسول الله ﷺ، وختنه» وأشار بيده، فقال: «هذا بيته حيث ترون».
قال الكرمانـي: (فلان) قيل هو عبد الرحمن بن لهيعة، بفتح اللام وكسـر الهاء وبالـمهملة، قاضي مصر مات سنة أربع وسبعين ومائة، قال البيهقي: أجمعوا على ضعفه وترك الاحتجاج بما ينفرد به، اهـ.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (16/60) بعد رواية هذا الحديث من طريق البخاري: وذكر ابن وهب عن ابن لهيعة وحيوة بن شـريح، عن بكر بن عمرو المعافري أن بكير بن الأشج حدثه عن نافع أن رجلا أتى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن ما جعلك على الحج عاما وتقيم عاما وتترد الجهاد في سبيل الله وقد علمت ما رغب الله فيه؟
قال ابن رجب في شرح العلل (1/139): وأما البخاري والنسائي فإذا ذكرا إسنادا فيه ابن لهيعة وغيره سميا ذلك الغير، وكنيا عن اسم ابن لهيعة ولم يسمياه.

No comments:

Post a Comment