Tuesday 22 September 2015

الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين؟

قال الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في «خصائل النبوي شرح شمائل الترمذي» (ص 105 ط. المكتبة اليحيوية، سهارنپور، الهند ومكتبة الشيخ كراﭼي، پاكستان، وص 199 ط. مكتبة البشرى، كراﭼي، پاكستان) في شرح حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في باب ما جاء في قول رسول الله ﷺ قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه، كان رسول الله ﷺ إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين:


(مسلمين) هكذا في جميع النسخ الموجودة من الهندية والمصرية، وفي بعض الحواشي بطريق النسخة: "من المسلمين".

قال الجامع: هذه الزيادة لم توجد في نسخ من الشمائل إلا ما سيأتي بيانه، وقد أخرج هذا الحديث أحمد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبخاري في «التاريخ»، وأبو داود، والترمذي في «الجامع»، والنسائي في «الكبرى»، ومن طريقه ابن السني، والطبراني في «الدعاء»، وأبو الشيخ في أخلاق النبي ﷺ والبغوي من طريق الترمذي، ولم توجد هذه الزيادة في شيء منها.

لكن ذكر الشيخ أبو عبد الله السيد بن أحمد حمودة في تحقيقه على الشمائل النبوية للإمام الترمذي، طبعة مكتبة العلوم والحكم، مصر ومكتبة عباد الرحمن، مصر، الطبعة الأولى، 1429هـ، (192:159) نسخة فيها هذه الزيادة، وهذه النسخة محفوظة بالمكتبة الأزهرية (833، 8403) وعدد أوراقها (104) وكتبت سنة 1232هـ بيد أحمد بن محمد كما وصفها المحقق. وسبب ذكر هذه أني سمعت من بعض المشايخ أن الشيخ الكاندهلوي نوّر الله مرقده أشار إلى وجود الزيادة في نسخة بدون ذكر المكان ولا التفاصيل فلا يعتبر به، نعم لا يعتمد على هذه النسخة لحدوثها ولوجود نسخ أخرى أقدم منها خالية من هذه الزيادة، ولكن لا ينفى وجوده تماماً.

وليُعلم أنه قدّس سرّه وزملائه كانوا ينسخون بعض الكتب من مكتبات المدينة المنورة بإرشاد شيخهم خليل أحمد السهارنپوري، مؤلف «بذل المجهود»، أثناء أسفارهم للحج، ومما نسخوا أجزاء من «سنن البيهقي الكبرى» و«مصنف ابن أبي شيبة»، وغيرهما، وهي موجودة في مكتبة مظاهر علوم سهارنبور القديمة، فيمكن أن يكون الشيخ الكاندهلوي رآه هناك، والله أعلم.

7 comments: